في ليلة يسودها الصمت الحزين
جلست و الحزن يعتلي الجبين
و الحسرة تعتصر الفؤاد يَدوي أنين
ضمت إلي صدرها أوراق طويت من سنين
كانت قد أخرجتها منذ حين
من صندوق ذكرياتها الدفين
و تصارعت نبضات القلب تشكو الحنين
تهفو لفتح الكنز الثمين
و تصارعت الأنفاس للحدث العظيم
ففتحت بأناملها خطابا قديم
كان من حبيب توارى الآن في الرديم
خُطت كلماته بالأسود الفَحيم
سطرت عليه قصائد لهيبها جحيم
فاندلعت الأشواق في قلبها الظَليم
كاندلاع النار في حطام الهشيم
و أضاء لهيبها الليل العتيم
و تراء لعينيها حبيبها الوحيد
يدنوا إليها و زهرة بالأيد
يهديها أيها بقلب سعيد
و كانت الزهرة ذات لون فريد
احمر قاني كلون قلب شهيد
تنشر شذاها في كل صوب بعيد
أُهديكِ يا عمري زهور العيد
عيد حب مر و أنا بالقبر وحيد
فهل لي برقصة أخيرة
تطفئ بها نار قلب شريد
يا حب العمر ليس هذا خيار
قد صار القلب من بعدك في انهيار
تهفو يدي لضمك باختصار
فارقص معي علك تداوي الانكسار
عَلْي أجد بين يديك الانتصار
فالروح و القلب بعدك في احتضار
فارقص معي في الليل و الأسحار
و انشد لنا أعذب الأشعار
فتبسم لها بثغره الفتان
و ضمها فشعرت بالأمان
و لمعت عينيها بنظرة امتنان
لكنه غاب كالدخان
فأعلنت روحها العصيان
علي الزمن و علي الأيام
فتضرعت للخالق الرحمن
يا إلهي يا خالق الأكوان
مات حبيب العمر فغابت الأوطان
ولا ترضى لي بالغربة و الحرمان
فارحمني يا حنان يا منان
و جُد علي بعطفك و الإحسان
و انقلني لدار الحق
و اجعل لي بقرب الحبيب مكان
بقلم / هاجر العشري