تنبيه

تــنـبـيـه ... كــل ما يـنـشر بهـذه المـدونـة مـسـجـل من قـبـل حـقـوق الـمـلكـية الفـكـريـة و أي اقـتـبـاس او نـقـل لمحتـوى المدونـة يعرضــك للمسـائلـة القـانـونـيـة

الاثنين، 10 أغسطس 2009

ذهبــــت



كنت انتظر خروجهم بفارغ الصبر فانا لا أحب مثل تلك المحاضرات فهي دائما ما تحوى صور و مقاطع فيديو لعمليات جراحية يقشعر لها بدني و بالطبع لا اجلس هناك استمتع بمشاهدة أجساد العباد و هي تٌشرح , لذلك خرجت و انتظرت بالخارج حتى انتهوا من تلك المحاضرة اللعينة
و عند دخولي كانت تقف سيدة متوترة تنتظر خروج احد الأطباء الجراحين المعروفين لدينا بالمستشفى و سألتني عنه فجعلتها تقابله بمكتبي المتواضع حيث كانت المحاضرة و شرعت أنا أجمع أجزاء جهاز الـ Data Show الذي كانوا يعرضوا عليه صور عملياتهم المرعبة
كان بين الحين و الأخر يأتي على مسامعي ألفاظ مثل أشعة بالصبغة ... تحاليل.... و أسئلة شخصية كثيرة محرجة و أنا اصطنع تركيزي بما اعمل حتى لا أحرج السيدة و أنا اسمع شكواها .
و خرج الطبيب و معه مساعده و بقيت السيدة تعيد لف حجابها فمن الواضح انه تفحص رقبتها و لكني لم ألحظ
وقفت تنظر لي و عينيها تتفجر منها الدموع و قالت بصوت غير مسموع شيء ما فسألتها من جديد فقالت بنفس الصوت فسألتها ثانيا فقالت بصوت متقطع منهار لدي ورم !!!! و انخرطت في البكاء
يا ألهي أنا لا انفع في مثل تلك المواقف ماذا عساي أن افعل همهمت ببعض الكلمات المواسية و أنا خجولة لا ادري ماذا افعل و حاولت أن أطمئنها أن هذا الورم بإذن الله سيكون حميد ثم خرجت السيدة و تركتني ورائها
يأكلني الندم
لم تكن تنتظر مني تلك السيدة تلك الكلمات
قالتها لأنها كانت تريد أن ترتمي في أحضاني و تبكي ...... نعم تذكرت ذلك الشعور الذي راودني منذ أيام عندما شعرت أني أود أن ابكي بين ذراعي شخص حاني ابكي و ابكي حتى افرغ ما بداخلي من حزن و لكني لم افعل لان التساؤلات سوف تغمرني ( لماذا تبكي ... ماذا بكِ) و أنا لا أود سوى البكاء فالكلام يجرح و الشكوى تكوي القلوب
و هذه السيدة لمن تبكي لزوجها الملكوم أم لأبنائها الذين في عمر الزهور بالطبع تحتاج لكتف تبكي عليه و يد حنونة تربت عليها
خرجت ورائها مسرعة أحاول أن أعالج ما أفسده خجلي و حمقي و قلة إدراكي و لكن بعد فوات الأوان ........ لقد ذهبت


هـــاجـــر