تنبيه

تــنـبـيـه ... كــل ما يـنـشر بهـذه المـدونـة مـسـجـل من قـبـل حـقـوق الـمـلكـية الفـكـريـة و أي اقـتـبـاس او نـقـل لمحتـوى المدونـة يعرضــك للمسـائلـة القـانـونـيـة

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

لازلــــت حــــواء


وقفت علي أعتاب شريانها أسالها الدخول
فقالت و صوتها يملؤه الذهول
أ و تدري من أنا أ تعي ما تقول
أنا البحر إذا ثار موجه و تراقص علي حبات الرمال
أنا كالبحر في هدوءه و جنونه و في الجمال
فهل تقوى علي البحر في كل الأحوال
فقلت اسألي نجوم الليل
التي شهدت كم من ليالي كحل السُهد الجفون
و اسألي القلب عن ابتهالاته في محراب العيون
عيونك التي صارت القِبلة للراهب المفتون
و اسألي ثغري كم تمنى أن يطوف حول ثغرك الفتان
و أنظري لذرات جسدي التي ذابت في الهواء
لتضم بساتينك الدافئة الغَنّاء
و تسألين إن كنت أقوى على أمواجك الهوجاء
فوالذي أبدع محياكِ
إن كُنتِ سجينة في برج من العاجِ
و يَحرُسكِ كبير المردة العاتي
و من حولك بحار النار و الموتِ
سأغزو قلوع حُراسك
و اقتُل من بالأذى مَسّك
و اصنع من شعاع الشمس قصرك
و من النجمات يكون عرشك
و من قلبي وسادة تلثم ليل شَعرك
و من روحي غطاء يضم الدر عن جسدك
فيا كوكب يدور الكون من حولك
هل لي بأن اطمع بالدوران في فَلكك
و أن أكون أنا شمسك أنا بدرك
و أن أكون أنا سماءك أنا أرضك
قالت كم من فوارس و ملوك و حكام
و مئات و ألوف من الأنام
خطبوا الود بالدر و المرجان
و قصور سُندسُها ألوان
و بحار ذهب ليس لها من شطئان
كانوا لو وددت كخاتم سُليمان
لكن ليس للذهب و المال عَلّى من سُلطان
أنا امرأة تبحث عن الأوطان
تبحث عن دفء الأمان في الأحضان
تبحث عن فارس من عالم الفرسان
ابحث عن رجل اهديه رياحين مشاعر الوجدان
ادخله عالم من الحب لم يكن له في الحُسبان
عالم أزهاره و وروده نبضات من قلب الأفنان
عالم نغماته و ألحانه ضحكات من صوتي الرنان
و أريج عطور تُسكره من ثنايا الثوب الفتان
و نجوم الليل ستتراقص مع رقصات الخصر بإتقان
سأكون أنا الفُلك و هو الرُبان
و أنا المُلْك و هو السلطان
فانا لن أحيا بلا عنوان
فَكُن أنت عنواني كن الأوطان
كُن المرسى و الميناء
كُن اليد التي تمسح عني العناء
كُن أنت غابات الحناء
التي تخضب قلبي بالحب و البهجة و الهناء
كن ادم فانا لازلت حواء


بقلم / هــــاجر العشــــري