خرجت من العمل في تمام الواحدة و النصف في خضم ساعات الذروة و اقصد بذلك الحرارة و المرور بالطبع . لمحت من بعيد الميني باص يطل بمقدمته من ناصية الشارع معلنا الرحيل بدوني فركضت و قدمي المتورمة توخزني بعنف لأتوقف عن الركض و لكني لم اكترث لها فإذا فوت تلك الفرصة سأنتظر أكثر من نصف ساعة.... أخيرا وصلت إليه و هو محشور بين السيارات ، قفزت بداخله سعيدة بإنجازي الرائع و بطولاتي الخارقة في الركض .
وجدت مقعد فارغ بجوار سيدة تبدو عليها أمارت الرقي و التحضر فانشكحت لتلك الرفقة فهي أفضل من الكائنات الغريبة الكثيرة التي تجدها تجلس إلي جوارك بالأوتوبيس
كان الميني باص يقف أكثر منه يمشي بسبب الازدحام و تلك الوقفات و الطرق الممهدة الرائعة التي تجعل من الأوتوبيس أرجوحة ترنحك يمينا و يسارا بالإضافة إلي الحرارة الحارقة كل تلك العوامل كما تعلمون اقوي من أي مخدر بدأت تدريجيا افقد تركيزي و أجفاني تتراخى و عقلي يتوارى وراء النعاس.
استيقظت مفزوعة على أصوات الجماهير العريضة بالميني باص فتلفت يمينا و يسارا لأجد رجل ضخم الجثة يتراشق بالألفاظ مع السائق في مقدمة السيارة أما في مؤخرة السيارة فلم تكن أحسن حالا فكانت هناك سيدة بل قاموس متنقل للشتائم تشنف أذان احد الرجال بتلك الشتائم لأنه ألتصق بها على ما اعتقد .
و فجاء ارتطم بوجهي شيء دافئ اعتقدت في بادي الأمر إن احدي المشادتين قد تطورت لتشابك بالأيدي ( التطور الطبيعي لخناقات للشعب المصري) و إن ما ارتطم بوجهي صفعة كانت موجهة لقفا احد أفراد العراك و لكن سقطت على وجهي خطاء أو أن أطراف الخلاف قد تراشقوا بما في أيديهم من حقائب و شباشب و خلافة مثل ما حدث سابقة عندما ركب شخص مجنون بالميني باص و تعارك مع احد الركاب و اخرج زجاج مكسور لا ادري من أين أتي به و ألقاه في وجه الرجل و لكن و لله الحمد لم تلمسه بل سقطت جميعها فوقي ولا ادري كيف !!!
المهم نظرت مزبهلة في من حولي لاكتشف الجاني و لكن الكل كان أكثر ازبهلال مني حتى المعركتين انفضوا على اثر تلك اللطمه و قف الكل يشاهد الضحية البلهاء ( أنا ) و كل منهم يعلق على ما حدث و تعطف رجل مشكورا و وضح لي الأمر
طفل بل شيطان صغير بالشارع انتهز فرصة وقوف الأوتوبيس ليقل ناس و قذف بكيس عناب ( كركدية) داخل الأوتوبيس ليختار الكيس دون غيري وجهي يرتطم به و يستقر الكيس في حجري .
أخرجت السيدة الراقية التي تجلس إلي جوار من حقيبتها مناديل ورقية في صمت و مسحت به كتفي لاكتشف أن العناب قد تناثر على كتفي بأكمله و صدري و استكمل نزيفه فوق حقيبتي الجينز فتحول البادي من اللون الأبيض الناصع إلي الأحمر !!! .
لا أخفيكم سرا كنت مزبهلة و مزبلحة الفكر مش فاهمة المفعوص الله يسامحه ده عمل كدة لية !!! أكيد كان بيتمرن كرة سلة عليا بأكياس العناب أو العصير مش عجبه فقال و الله لانا قارف بيه غيري زى ما قرفني أو يمكن كان عامل مسابقة هو و شوية مفاعيص غيره إن اللي يصيب اكبر عدد من الناس بالعناب له جايزه ميت بلية .
و نطقت السيدة الراقية أخيرا بعد كل ما حدث لتقول (عمرنا ما هانتقدم أبدا هانفضل طول عمرنا متخلفين بالطريقة دي) و تذكرت محمد صبحي في يوميات ونيس و أحفاده عندما كان يقول لأخت زوجته لميس عادي .... هنا عادي الحاجات دي كلها عادية عندنا .
و هي دي مصر يا عبلة !!!!!!!!!
وجدت مقعد فارغ بجوار سيدة تبدو عليها أمارت الرقي و التحضر فانشكحت لتلك الرفقة فهي أفضل من الكائنات الغريبة الكثيرة التي تجدها تجلس إلي جوارك بالأوتوبيس
كان الميني باص يقف أكثر منه يمشي بسبب الازدحام و تلك الوقفات و الطرق الممهدة الرائعة التي تجعل من الأوتوبيس أرجوحة ترنحك يمينا و يسارا بالإضافة إلي الحرارة الحارقة كل تلك العوامل كما تعلمون اقوي من أي مخدر بدأت تدريجيا افقد تركيزي و أجفاني تتراخى و عقلي يتوارى وراء النعاس.
استيقظت مفزوعة على أصوات الجماهير العريضة بالميني باص فتلفت يمينا و يسارا لأجد رجل ضخم الجثة يتراشق بالألفاظ مع السائق في مقدمة السيارة أما في مؤخرة السيارة فلم تكن أحسن حالا فكانت هناك سيدة بل قاموس متنقل للشتائم تشنف أذان احد الرجال بتلك الشتائم لأنه ألتصق بها على ما اعتقد .
و فجاء ارتطم بوجهي شيء دافئ اعتقدت في بادي الأمر إن احدي المشادتين قد تطورت لتشابك بالأيدي ( التطور الطبيعي لخناقات للشعب المصري) و إن ما ارتطم بوجهي صفعة كانت موجهة لقفا احد أفراد العراك و لكن سقطت على وجهي خطاء أو أن أطراف الخلاف قد تراشقوا بما في أيديهم من حقائب و شباشب و خلافة مثل ما حدث سابقة عندما ركب شخص مجنون بالميني باص و تعارك مع احد الركاب و اخرج زجاج مكسور لا ادري من أين أتي به و ألقاه في وجه الرجل و لكن و لله الحمد لم تلمسه بل سقطت جميعها فوقي ولا ادري كيف !!!
المهم نظرت مزبهلة في من حولي لاكتشف الجاني و لكن الكل كان أكثر ازبهلال مني حتى المعركتين انفضوا على اثر تلك اللطمه و قف الكل يشاهد الضحية البلهاء ( أنا ) و كل منهم يعلق على ما حدث و تعطف رجل مشكورا و وضح لي الأمر
طفل بل شيطان صغير بالشارع انتهز فرصة وقوف الأوتوبيس ليقل ناس و قذف بكيس عناب ( كركدية) داخل الأوتوبيس ليختار الكيس دون غيري وجهي يرتطم به و يستقر الكيس في حجري .
أخرجت السيدة الراقية التي تجلس إلي جوار من حقيبتها مناديل ورقية في صمت و مسحت به كتفي لاكتشف أن العناب قد تناثر على كتفي بأكمله و صدري و استكمل نزيفه فوق حقيبتي الجينز فتحول البادي من اللون الأبيض الناصع إلي الأحمر !!! .
لا أخفيكم سرا كنت مزبهلة و مزبلحة الفكر مش فاهمة المفعوص الله يسامحه ده عمل كدة لية !!! أكيد كان بيتمرن كرة سلة عليا بأكياس العناب أو العصير مش عجبه فقال و الله لانا قارف بيه غيري زى ما قرفني أو يمكن كان عامل مسابقة هو و شوية مفاعيص غيره إن اللي يصيب اكبر عدد من الناس بالعناب له جايزه ميت بلية .
و نطقت السيدة الراقية أخيرا بعد كل ما حدث لتقول (عمرنا ما هانتقدم أبدا هانفضل طول عمرنا متخلفين بالطريقة دي) و تذكرت محمد صبحي في يوميات ونيس و أحفاده عندما كان يقول لأخت زوجته لميس عادي .... هنا عادي الحاجات دي كلها عادية عندنا .
و هي دي مصر يا عبلة !!!!!!!!!
مع تحياتي
هــاجر